1. المقدمة

  2. مشاكلنا

  3. رؤيتنا

  4. النشاطات

البنية العمرانية / رؤيتنا

الشروط المبدئية

إن إستراتيجية تطوير مدينة حلب، والتي تُعْرَضُ في هذه الوثيقة، هي هيكلية فكرية، ولكنها ليست مخططاً تنظيمياً! إنها فكرة تُقٍرٌ بالقوى الموجودة على أرض الواقع في المدينة وتحاول، في الوقت نفسه، توجيه هذه القوى لتحقيق مستقبل أفضل من الحاضر؛ وذلك عوضاً عن التصدي لهذه القوى. على أية حال فإن إستيراتيجيتنا لن تنجح، في تحقيق ماتقدم ذكره، إذا لم يُصاحبها نقلة نوعية في الأساليب التي نستعملها في تطوير المدينة. إن أهم مايجب تطويره والإرتقاء به إلى سوية أعلى هو: التعليمات والأنظمة الضابطة، وأشكال الحاكمية، وإجراءات التخطيط.

التعليمات والأنظمة الضابطة

تعاني حلب من ثقاقة الإفراط الزائد في التعليمات والأنظمة والضوابط، والتي أثبتت عدم فعاليتها في أوجه تطور حلب العمراني، وخاصة العشوائي منها.

إننا نرى أن ماتحتاجه حلب هو قواعد وضوابط أقل من الموجود؛ إلى جانب تطبيقِ وفرضِ النُظُم بشفافية. وبكلمات أخرى؛ تتطلب حلب حلحلة واعية ودقيقة ومُتأنية للضوابط بما يفيد متطلبات السكن وحاجاته بشكل شرعي وقانوني.

أشكال الحاكمية

إننا نؤمن بإشراك الناس في مراحل التخطيط وعلى سويات مختلفة، ويصاحب ذلك قيادة قوية يتولاها رئيس مجلس المدينة. إننا نعتقد بتطوير يتماشى والأهداف الإقتصادية والسياسية لأصحاب المنافع والمصالح من القطاع العام والخاص والمجتمع الأهلي.

خطوات التخطيط

نحن على إيمان بضرورة النقلة من التخطيط النمطي أو الكلاسيكي، إلى مسيرة تطوير إستيراتيجية. تقدم إستيراتيجيتنا هذه رؤية عوضاً عن مخطط تنظيمي وتفصيلي. فنحن لا نبدأ بالأمور الكمية في التخطيط؛ بل نركز أولاًعلى الأمور النوعية للتطوير المستقبلي للمدينة. ان هذا لايعني أننا نتخلى عن المخططات التنظيمية؛ ولكننا نستثمرها بمراحل لاحقة حالما يتضح مسار تطوير المدينة ويكون مقبولاً من كل الشركاء من أهل المصالح والمنافع.

الرؤيا

أننا نتطلع إلى حلب كمدينة لها مراكزها المتعددة. تكون هذه المراكز متصلة ببعضها البعض بنظام مواصلات عامة وحديثة وسريعة وأجورها معقولة. يتمتع كل مركز بشخصية وبوظيفة تختلف عن غيره؛ مثل السياحة والنشاطات الثقافية ، والتسوق والترفيه، والعلم والخدمات، أو التجارة الزراعية والشحن.

إننا نأمل أن نرى حلب مكاناً يضم أحياء متميزة. فتكون هذه الأحياء موطناً لخليط ومزيج من الأشكال العمرانية القديمة والحديثة التي تلائم مختاف أنماط العيش في المدينة؛ من مثل الفيلات والأبنية والسكن الشعبي والأنماط السكنية الحديثة. وكل حي يوفر الحاجات اليومية لقاطنيه و يوفر الإنتقال السهل إلى مختلف مراكز المدينة بنظام باصات فعًال.

تشمل رؤيتنا مدينةخضراء ولها حدودها الواضحة وخالية من الزحف العشوائي نحو الريف. نتصور "أصابع" خضراء تتغلغل في النسيج العمراني لحلب، فتجلب الهواء النقي وتلطف شدة ووقع الحياة اليومية على ساكنيها. كما نتصورالمدينة حاوية على شبكة من الساحات العامة الخضراء تربط أجزاءالمدينة ببعضها البعض. نتطلع إلى حديقة متعددة الوظائف على طوت مجرى نهر قويق.

النمو على مراحل

نقترح تطوير حلب على خطوات. على المدينة أن تنمو وتكبر عبر مرحلتين متتاليتين تمتدان على 15 سنة، ويُقَيًمُ العمل كل خمس سنوات.

إننا نرى وضع أولويات للتطوير وفق ما تقتضيه المصلحة العامة وإهتمامات المجتمع وذلك على النقيض من التطوير العشوائي الحالي والذي ينتهز فرصاً عابرة. تُعطى الأولويات للتطوير على طول المحاور الرئيسية للمدينة.

تستثنى الأراضي الزراعية المحيطة بالمدينة من العمران وتحافظ على صفتها الزراعية.

الفراغات العامة المتعددة الوظائف

تنحو التوصية إلى فراغات عامة واضحة المعالم تخدم غايات متعددة معاً مثل النقل والترفيه وتنقية الهواء والإستراحة والتواصل.

الحدود العمرانية

تتجه النية إلى المحافظة على الحدود الواضحة الحالية للمدينة والتي تتاخمها مباشرة الأراضي الزراعية والأرض الطبيعية العذراء. إن هذه الحواف يُمكن تحويلها إلى مناطق تشبه الحدائق وتخدم كأحزمة للترفيه والنزهة. أما المباني المتاخمة لهذه الحدود فيمكن تطوير بعضها كنماذج لأنواع جديدة من الأبنية كبيوت ومزارع للزراعة العمرانية.

الأصابع الخضراء

نقترح تشكيل مناطق خضراء طولانية تربط المدينة بالريف من الجهة الشرقية و الغربية.

حديقة نهر قويق

نقترح إحياء مجرى نهر قويق و إعادة تشجيره و تحويله الى حدائق عامة متعددة الوظائف. ستحتوي هذه المنطقة الخضراء الجديدة الوظائف المجاورة لمجرى النهر حالياً (السكك الحديدية ، الحدائق الحالية ، الساحة الرئيسية في المدينة ، المناطق الزراعية الحالية ، المناطق السكنية ، المناطق الصناعية ... الخ) سنكسي هذه المناطق بالأشجار وممرات المشاة فقط.

حزام أخضر حول المدينة القديمة

من المقترح تحويل المنطقة حول حلب القديمة إلى حزام أخضر من الأماكن العامة الجذابة. يحوي هذا الحزام حدائق صغيرة وميادين وشوارع عريضة مشجرة وحديقة الآغاخان، وحتى المقابر بعد تنظيفها من وضعها الحالي.

شبكة من الفراغات العامة على عدة مستويات

ينحو التصميم إلى سلسلة من الفراغات العامة على مستوى المدينة. يُمكن ربط هذه الساحات بوظائف هامة في المدينة مثل ساحة تُنشأ امام متحف حلب.

كما نرتئي وجود فراغات عامة على مستوى الحي؛ فعلى سبيل المثال ساحة أمام مدرسة و ساحة  قرب تقاطع طرق.

مراكز يسهل الوصول إليها

إن تفكيرنا يتجه للتحول من مركز وحيد للمدينة إلى مراكز متعددة. ستخفف هذه النقلة الضغط والإحتقان وستخفض من الأسعار المرتفعة للعقارات.

سهولة الوصول

ستكون الفكرة توقيع المراكز الجديدة قرب مراكز البنية التحتية للنقل؛ أي: جانب الطرق الرئيسية السريعة وتقاطعات الطرق المحلقة بالمدينة ومحطات الباصات الخارجية ومحطات القطار والمطار وشبيه ذلك. ستضم هذه المراكز مبان عالية ذات كثافة مرتفعة ووظائف متعددة بشكل يميزها عن بقية المدينة. وسيسهل الوصول والحركة بين هذه المراكز؛ كما ستسهل حركة المشاة ضمنها.

الإكتفاء الذاتي

يقوم الأمر على أن يكفي كل مركز نفسه. فستحوي خدمات توفر للقاطنين حاجياتهم ومتطلباتهم اليومية. ستضم هذه الخدمات مكاتب ومساكن ومدارس وأماكن عبادة ومراكز طبية ودكاكين وإلى ماشابه ذلك.

التخصص

سيكون لكل مركز فرعي صفة إختصاصية ومجموعة وظائف. فعلى سبيل المثال:

  • المدينة القديمة: الثقافة والسياحة.
  • المركز الحديث: تجارة وترفيه.
  • الحرم الجامعي: العلم والمعرفة وإقتصاد الخدمات.
  • الشيخ نجار: الصناعة.
  • حول المطار: الشحن و التموين وتجارة  المحاصيل الزراعية.

الحركة ضمن المدينة

إننا نقترح تشكيل نظام نقل عام متكامل يخفف من إعتماد المدينة على وسائط النقل الفردية. سيكون لنظام النقل سويتان من الحركة: نظام للتنقل بين المراكز، و نظام على سوية الأحياء. كلا النظامين سيكون له محطات تُسهِل الإنتقال من نظام لأخرى.

نقل سريع بالباصات

سيتحقق التنقل بين مراكز المدينة بباصات سريعة ( بين المدينة القديمة والمرا كز الجديدة وحتى مع المناطق الترفيهية في المدينة) ؛ كما ستصل شبكة الباصات السريعة المداخل الرئيسة للمدينة كالمطار ومحطة القطارات ومحطات إنطلاق الباصات الخارجية. سيصمم هذا النظام لنقل أعداد كبيرة من الناس في زمن قصير. ستتكامل محطاته مع الأنواع الأخرى للنقل فعلى سبيل المثال يترك المسافر سيارته ليركب النقل العابر السريع أو يستعمله مباشرة حين هبوطه من الطائرة مغادراً المطار.

الحركة في الأحياء

ستكون بإستعمال  نظام باصات صغيرة. سيخفف هذا النظام من إعتماد الأحياء ذات الإكتظاظ القليل والمتوسط على وسائط النقل الفردية. قد يوجد شكلان لهذا: الأول؛ قد تسير الحافلات وفق خطوط سير ثابتة كما هو الحال الآن؛ ولكن وفق شبكة طرق محسنة. أما الثاني فحافلات على الطلب. تُوَقًعُ نقاط وقوف الباصات قرب أماكن يرتادها الناس لزيادة كفاءة الشبكة ؛ قرب الدكاكين في الحي مثلاً.

الشوارع العريضة والمشجرة

نقترح إعادة تشكيل الشوارع الرئيسة لتمسي شوارع عريضة ومشجرة وتسلكها وسائل النقل العامة. وبإعتبار القيمة العالية لهذه الشوارع بالنسبة للستعمالات الأراضي التجارية أو المكتبية ؛ يمكن رفع كثافة الأبنية في هذه الشوارع وبخاصة عند التقاطعات الرئيسة.

تطوير هوية الأحياء

ينحى الإقتراح إلى أحياء أكثر تنوعاً بغية توفير خليط من الأحياء ذات الطابع المختلف والكثافات المتباينة والفراغات العامة المتنوعة وذات السوية المختلفة؛ وذلك بقصد ملاءمة طرق العيش المختلفة، ومستويات الدخل المتباين في المدينة.

تطوير متوازن في شرق المدينة وغربها

نقترح كثافة أكبر في الغرب، ونوعيات سكن جديدة تلائم الفئات المتوسطة الدخل في الشرق، ونقترح زيادة في متوسط الكثافة.

التنويع في الأشكال العمرانية

إن تقوية الشخصية والسمات المحلية أمر مهم. يتحقق هذا بعدد من الطرق:

  • تخفيف القيود العمرانية الحالية للأبنية بقصد الوصول إلى مرونة اكبر ومزيج أكثر في الأشغال والإستعمال. إن هذا يلائم أكثر الأحياء المتوازنة إجتماعياً.
  • السماح بوظائف غير مزعجة وتشغل الأبنية على مدار اليوم في المناطق السكنية.
  • تطوير أنماط جديدة لمباني بكثافات متوسطة إلى عالية ، والتي تلبي الإستعمال المختلط. ستعكس هذه الأنواع الجديدة المناخ المحلي، وتوفير الطاقة، وتقانات البناء، والتقاليد.

تحسين سوية السكن العشوائي

من المقترح تحويل السكن العشوائي إلى أحياء آمنة لذوي الدخل القليل والمتوسط. يُنَفًذٌ هذا بإضفاء الصفة الشرعية على السكن العشوائي الحالي، وبدعم القطاع الخاص لتدعيم المباني لتقاوم الحمولات الشاقولية والأفقية كالزلازل، وبتزويد المناطق العشوائية بالبنية التحتية اللازمة كالمجاري والماء والكهرباء ووسائل النقل والساحات العامة والمدارس والملاعب ودور الحضانة والمراكز الاجتماعية.