حول مدينتنا
إن استراتيجية تطوير مدينة حلب (أو مدينتنا كما نسميها) مشروع تتضافر فيه جهود القطاع العام و الخاص و أهالي المدينة لإيجاد رؤية مشتركة لمستقبل أفضل لمدينة حلب.
تشهد المدينة نمواً ماعاصرته من قبل في تاريخها. يُتوقَعُ أن يستمر هذا النمو لهجرة كثير من الناس للعيش في حلب بحثاً عن فرص عمل ومعيشة أفضل. لقد جلبت هذه الوتيرة العالية لزيادة السكان تحديات لحلب. وبغية العيش بعنفوان فعلى المدينة أن تلتمس طرقاً ووسائل لتحشد قواها وتقارع بها التحديات. هذا هو لب مبتغانا. إن منتهى غايتنا تحسين سوية الحياة لكل المواطنين.
إن هذه الصفحة تروي قصتنا وأهدافنا ومبدأنا وخطوات عملنا بإيجاز.
ما هي تحدياتنا؟
إن من أهم التحديات التي تواجهها حلب في هذه الأيام هي:
- نمو سكاني لاسابقة له. فالهجرة إلى المدينة تراكبت مع زيادة السكان فنجم عن ذلك نسبة تزايد في القاطنين ما شهدتها المدينة سابقاً. تُبَيِنُ التقديرات أن الزيادة السنوية، على مدى العشر سنوات القادمة، ستكون بحدود 2.7%؛ وهذا سيضيف 1.2 مليوناً من الناس إلى تعداد سكان حلب، فيُمسي المجموع بمرتبة 3.6 مليون. إن هذه الزيادة السكانية المتوقعة أكبر تحدٍ يواجه حلب على أصعدة متعددة: في البنية التحتية، وفي الإقتصاد، وفي الحياة الإجتماعية، وفي بيئة العيش بإجمال.
- زيادة الفقر. بزيادة الفقر في الحضر يزداد عدم المساواة في الفرص المتاحة ويزداد تباين الدخل. فهنالك مايقرب من نصف سكان حلب يقطن في مناطق السكن العشوائي؛ كما أن قسماً آخر يسكن في بيوت متدنية المستوى. من المقدر أن كلا الفئتين ستستمر في الزيادة.
- وضع العمل. في أغلب مواطن العمل لايصل العاملون إلى طاقتهم العظمى في الإنتاج.
- تغير الظروف المناخية. إن حلب عرضة لهذه الظاهرة، مثل الجفاف، لإعتماد قسم من إقتصادها على الزراعة، وبسبب الهجرة إليها من الريف.
- الإدارة العمرانية. إن مجلس المدينة يسعى لوسيلة يتعاطاها في وجه هذا النمو السريع. وبنقص الموارد وسياسة فعالة فمجلس المدينة لايستطيع تأمين كل متطلبات السكان سواء في الزمن الراهن أو في المستقبل.
ما هي فرصنا؟
رغم أن التحديات التي تواجهها حلب تبدو تُثقِلُ الكاهل، فإن حلب تواتيها فرص كبيرة لتستفيد من كونها مركزاً حَضَرياً كبيراً؛ مثلها مثل أي مدينة أخرى. تشمل هذه الفرص مايلي:
- النمو الإقتصادي.إن حلب منبع رئيس في خلق الأعمال وتوليد الثروة وجَنْيِهًا، فالمدينة تنتج سلعاً وتؤمن خدمات تقوي الفرص الإقتصادية لمجمل القطر. فحصتها من العاملين في التصنيع في القطر تتجاوز 50%؛ علاوة على إستئثارها بحصة أكبر في التصدير.
- الإقلال من الفقر وَحِدَتِهِ. يمكن لحلب أن تؤدي دوراً في مكافحة الفقر. فلحلب الكبرى أن تولد دخلاً محسوساً وثروة لحضرها ولريفها؛ وبذلك يسمح رأس المال المجني من تخفيف شدة الفقر.
- الديناميكية. بتوفر مواصلات وإتصالات جيدة يُتَاحُ لحلب أن ترتبط بالعالم بشكل أفضل؛ مما ينتج عنه حيوية إقتصادية جديدة. علاوة على ذلك فلحلب إمكانيات حضارية وثقافية يجعلها تستقطب المفكرين، والشركات والجامعات والمصارف والصناعات.
- فرص لتشاطر المعرفة والخبرة. إن حلب قطعت شوطا ًبالتعاون مع المجتمعات الدولية في مجال الإدارة العمرانية، فالمدينة تعي قيمة التعلم من خبرة الآخرين. إن شبكة الصلات التي بنتها حلب منبع قَيٍم تستسقي منه حلب خبرة المدن الأخرى في إغتنام فرص مماثلة لفرصها وفي مقارعة تحديات مشابهة لما يطالعها.
- إمكانيات كبرى في التأثير في السلوك الشعبي والعام. بكون حلب مكان تجمع سكاني مُرَكًز؛ فمن السهل الوصول إلى الناس والتأثير بعدد كبير منهم لتغيير سلوكهم تجاه أمور عدة مثل حسن إستثمار وإستعمال المياه، وإستهلاك الطاقة.
ما هي استراتيجية تطوير المدينة؟
إن " استراتيجية تطوير المدينة" برنامج أسسه "تحالف المدن". إن تحالف المدن هو تآلف عالمي للمدن وشركائها في التطوير، وهويهدف إلى زيادة وتوسيع الُنهُج الناجحة في الإقلال من الفقر.
إن " استراتيجية تطوير المدينة " أعلاه تُعَرًفُ بأنها برنامج تشاركي ، يهدف لتطوير المدن وماحولها تطويراً عادلاً يحسن معيشة كل سكانها.
إن " استراتيجية تطوير المدينة " هذه تساعد المدن على تطوير خطط الإدارة العمرانية فيها بإضافة فكرٍ استراتيجي إليها ورؤية طويلة الأمد. بهذه الإستراتيجية تتجاوز المدن النظر المحدود للتخطيط القصير الأمد؛ فيغدو في الإمكان التخطيط لمستقبلهم بعد 10 أو 20 أو 30 سنة مثلاً؛ كما يُمسي في المقدور معرفة الخطوات اللازمة لتحقيق ذالك المستقبل.
إن الفكرة القابعة خلف " استراتيجية تطوير المدينة " هي أن تدخلاً منظماً ومدروساً للقطاع العام وللقطاع الخاص وللمجتمع الأهلي له أن يغير بشكل محسوس مسار تطوير المدينة ويحسن أداءها. إن الشواهد التجريبية تدل أن أداء المدن يمكن أن يتغير كثيراً خلال مدة قصيرة –خلال 10 أو 20 سنة -. فعلى سبيل المثال فإن المدن الخاملة، كشنغهاي وكلاسكو، إستعادت حيويتها في زمن قليل نسبياً بفضل مناهج مُرَكَزَة حوت سياسات وإرادة سياسية وإستثمارات جيدة. وعلى النقيض من ذلك فإن المدن التي إفتقرت إلى نُهج تطوير متماسكة ومتلاحمة، كلاجوس ومانيللا، حَفلت وحظت بتاريخ طويل من المشاكل.
ما أهمية "استراتيجية تطوير المدينة" لمدينة كحلب؟
إزداد دور حلب كمحركٍ ومولدٍ للنمو الإقتصادي بكبر تعداد سكانها. من المهم جداً لحلب أن تُرسي نهجاً لإستثماراتها ونموها بغية أن تحصد مما يُطالعها من فرص.
إن " استراتيجية تطوير المدينة" تُعين حلب، كمدينة، لتحقق مايلي:
- توضيح رؤياها لمستقبلها. إن " استراتيجية تطوير المدينة " تهدف إلى ولادة تفكير جديد بمستقبل المدينة. ففي حلب، فإن " استراتيجية تطوير المدينة " تُثَمِنُ وتُقَوِمُ المدينة بشكل صريح وموضوعي؛ فتُبْصِرُ مستقبلها بوضوح أكبر وتُقَرِرُ أنسب السبل للأمام.
- خطةُ للنمو. تُمٍكنُ " استراتيجية تطوير المدينة " حلب من توقع وتقدير سرعة وشكل النمو والمنحى الذي سيسلكه، فتخطط بنيتها التحتية سلفاً.
- رصد الموارد باسلوب استراتيجي. بالتركيز على الخيارات الرئيسة؛ إن "استراتيجية تطوير المدينة" تُعين حلب بتخصيص موارد محدودة لتؤتي أفضل أُكُلِها.
- جذب رأس المال وتنسيق إستثماره. تحتاج حلب للتنظيم والتنسيق لتستثمر مواردها المالية والبشرية المحدودة بكفاءة بغية الوصول إلى ماتهدف إليه. إضافة إلى ذلك فإن رأس المال ،الذي يُتاح لأي مدينة، يتجه إلى المدن الواعدة والتي تخطط لمستقبلها تخطيطاً جيداً. إن "استراتيجية تطوير المدينة" تستقطب رأس المال وتساعد حلب، في الوقت ذاته، على إستثماره بطريقة منظمة.
- بناء الشراكات اللازمة. إن مجلس مدينة حلب لوحده لايستطيع إدارة الدفة بكاملها. إن "استراتيجية تطوير المدينة" تساعد الإدارة المحلية أن تعمل بالشراكة مع السلطة المركزية وأصحاب المصالح الخاصة وجهات المجتمع الأهلي لتبديل مسار وجهة تطوير المدينة.
كيف شَرَعْنا بتطبيق "استراتيجية تطوير المدينة" في حلب؟
في عام 2005 عقد رئيس مجلس مدينة حلب سلسلة مناقشات مع ممثلين للمصرف الدولي ومندوبين من تحالف المدن بغية طلب منحة من تحالف المدن لإرساء منهجية للتطوير المستقبلي لحلب تخدم حتى سنة 2025. تزامن هذا الأمر مع توسيع التعاون بين مجلس مدينة حلب والوكالة الألمانية للتعاون الفني بغرض التطوير العمراني لمدينة حلب بكاملها. وُحِدًت جهود مجلس المدينة للعمل مع الوكالة الألمانية ومع تحالف المدن ببرنامج واحد سُمٍيَ: "استراتيجية تطوير مدينة حلب" واعتُمِدَ اسم "مدينتنا" بالعربية لهذا البرنامج.
حددت مدينتنا عدداً من مجالات العمل بما ينسجم وخطة العمل الرباعية الثانية لمجلس المدينة والتي تمتد من 2007 إلى 2011 ، وبماينتظم والخطة الحكومة الخمسية العاشرة.
في عام 2008 بدأت مدينتنا طورها الأول.
ما الذي نعمل عليه في مدينتنا؟
إن مدينتنا تتناول سبعة مجالات عمل معاً. إن مايلي قائمة بمجالات العمل السبعة وأهدافها:
- الإقتصاد: الغاية تطوير الإقتصاد المحلي ليصبح أكثر منافسة لغيره، ويغدو أَقْدَرَ على التأقلم مع مجريات التحول والتغير، إضافة إلى توفير فرص عمل أكثر للسكان.
- البنية العمرانية: المقصد تحسين البنية العمرانية للمدينة لزيادة الفراغات العامة ذات الوظائف المتعددة ، و خلق عدة مراكز للمدينة ، وخلق حركة مواصلات أفضل، وللوصول إلى الكثافات السكانية المثلى والمزيج المناسب لإستعمال الأراضي.
- السكن العشوائي: هدفنا تحسين وضع السكن العشوائي في المدينة وتقليل انتشاره في المستقبل.
- الخدمات: نسعى إلى تحسين إيصال الخدمات العمرانية.
- البيئة: نجتهد في حماية البيئة العمرانية.
- الأطفال: إن نُصْبَ أعيننا أن تصبح المدينة أكثر وُداً للأطفال.
- الإدارة العمرانية: إن هدفنا تحديث إدارة مجلس المدينة وتقوية وزيادة موارده المالية.
ما هي مراحل عملنا؟
سيجري العمل عبر ست مراحل وهي:
المرحلةالأولى: التأسيس - تشرين الثاني عام 2008.
بدأنا بتحديد : من سيؤمن القيادة السياسية؟ من أصحاب المنافع والمصالح؟ وكيف نكسب دعمهم وتعاونهم؟ كيف توزع المهام والمسؤوليات؟ كيف ننمي حس الملكية المشتركة للعمل؟ ما مجالات العمل الأولية ؟ مالطريقة المتوقَعة لتقدم العمل؟
المرحلة الثانية: التقويم - تشرين الأول عام 2009.
إن جوهر مرحلة التقويم سؤال أنفسنا " أين نحن الآن؟" فلقد درسنا تحديات المدينة في: الإقتصاد ، البنية العمرانية ، السكن العشوائي ، الخدمات ، البيئة ، الأطفال ، و الإدارة العمرانية.
المرحلة الثالثة: إعداد الرؤية الجماعية - نيسان عام 2010.
إن الرؤيا هي تقرير لمستقبل حلب في 15 سنة. سيُرسي فريق مدينتنا الرؤيا مستثمراً المعلومات الناتجة عن التقويم. وستعكس رؤيا حلب الخصائص الفريدة لهذا المدينة.
المرحلة الرابعة: تحديد الخيارات الإستراتيجية - حزيران عام 2010.
سيُحَدِدُ فريق مدينتنا الخيارات الإستراتيجية. إن الخيارات الإستراتيجية هي مجموعة أعمال في مختلف المجالات و ذات أثر فعّال وبكلفة مُثلى.
المرحلة الخامسة: تحديد المشاريع الرئيسة - كانون الأول عام 2010.
ستُعِدُ هذه المرحلة للنشاطات القصيرة المدى (مثل المشاريع، البرامح، الإستثمارات) اللازمة لتعطي مدينتنا بداية جيدة. في هذه المرحلة سيكون تركيزنا على تنفيذٍ سريعٍ لأعمال أخطارها ومحاذيرها قليلة وذائعة الصيت. وتؤجل المبادرات الأخطر لمابعد.
المرحلة السادسة: التنفيذ - حتى 2025.
ستؤسس فرق التنفيذ المسؤولة عن كل خيار استراتيجي. تُعِدُ هذه الفرق، بدورها، خطط عمل تفصيلية توضح المسؤوليات والزمن والغايات والمقاصد وما يلزم من معطيات ومايُتَوَقَعُ من نتائج.
ما هي مبادؤنا؟
إن المبادىء التالية توجه عمل مدينتنا:
الدعم السياسي
إن مدينتنا كانت ذات حظ وافر بوجود مسؤول رفيع المستوى (رئيس مجلس مدينة حلب) يُخصصُ الوقت والرأسمال السياسي لمسيرة مدينتنا. إذا لم يكن رئيس المجلس (أو أي مسؤول بمرتبته) راغباً في تخصيص وقت محسوس لإطلاق المسار، وآخذاً بالحسبان تقويم المدينة الموعودة؛ فإن المسيرة سيُتَخَلى عنها.
المزيج المناسب من أهل المصالح والمنافع
حصلت مدينتنا على المزيج المناسب من أهل المصالح والمنافع. فلها لجنة توجيهية قوية يرأسها رئيس مجلس المدينة وتضم ممثلين لكل الشركاء في التطوير من أهل المدينة. وإن لمددينتنا مجموعات عمل فعالة. أعضاء هذه المجموعات لهم معرفة "حقيقية" بمصالح أقرانهم وبإمكانهم التفاوض نيابة عن أقرانهم.
الملكية المحلية
إن كل أعضاء فريق مدينتنا هم من سكان حلب، ومعظمهم متطوعون. يُصَنِفُ هؤلاء الأشخاص المشاكل ويعدون المنهجيات.
المشاركة
إن إعداد مدينتنا مسألةُ مشاركة؛ يُعطَى الصوت فيها للقطاعات الثلاثة: العام والخاص والمجتمع المدني. علاوة على ذلك فإن إعداد مدينتنا جزء من الهيكل التنفيذي للخطة الخمسية العاشرة للقطر. (هنالك المزيد حول المشاركة السكانية في مقطع آخر).
العمل عوضاً عن الكلام
إن مدينتنا ليست فقط لإعداد إستراتيجية؛ بل إنها عمل على أرض الواقع. فنحن نُنَفًذُ المشاريع والنشاطات الصغيرة والسريعة ميدانياً بينما تُعَدٌ المنهجيات على الورق.
المؤسساتية
سوف تضم مدينتنا في منظومة الأمور الإجرائية والتنفيذية النمطية واليومية الحالية لبلدية المدينة، ويُحسَبُ حسابها في أي مبادرات جديدة قيد التطوير. إن هذا يشمل: كل المبادرات التخطيطية والمنهجية الأخرى، وتخطيط إستعمال الأراضي، والميزانيات، وخطط الإنفاق والإستثمار.